في كل زمان ومكان، هناك رجال يُسطّرون بدمائهم أعظم ملاحم البطولة، يكتبون التاريخ بأرواحهم، ويرسمون طريق الحرية والتضحية لمن بعدهم. هؤلاء هم شهداء حي بابا عمرو، الذين ارتقوا مقبلين غير مدبرين، على جبهات معركة تطهير الفلول في اللاذقية وطرطوس، مؤكدين للعالم أجمع أن الثورة مستمرة، وأن دماء الأحرار لن تذهب سدى.
رجال لا يعرفون التراجع
لم يكن هؤلاء الشهداء مجرد مقاتلين، بل كانوا أبناء الثورة، جيلًا حمل على عاتقه أمانة الدفاع عن الأرض والعرض، في زمن تكالبت فيه قوى الشر على هذا البلد. لم تمنعهم الصعوبات، ولم تثنهم التحديات، بل مضوا في طريقهم ثابتين، واضعين أرواحهم على الأكف، ليكونوا الحصن المنيع في وجه الطغيان.
شهداؤنا في عليين
إننا إذ نخلّد أسماء هؤلاء الأبطال، فإننا لا نرثيهم، بل نزفّهم شهداء إلى جنان الخلد بإذن الله، فهم:
- الشهيد محمد خالد فارس
- الشهيد سعيد مسهوج الحميدي
- الشهيد نواف ماهر علّوين
- الشهيد حافظ فتول الأحمد
- الشهيد عطا الله طعمة
- الشهيد محمود المحمود
- الشهيد خالد عمر الراشد
هؤلاء الرجال لم يبحثوا عن مجدٍ زائل، ولا عن منصبٍ أو جاه، بل جاهدوا في سبيل الله، وقدموا أرواحهم فداءً للحرية والكرامة، تاركين لنا إرثًا من العزة والصمود، ورايةً يجب أن نحملها لنكمل المسير.
أمانة في أعناقنا
إن دماء هؤلاء الشهداء لن تُنسى، ولن تكون مجرد ذكرى تُروى، بل هي أمانة في أعناقنا، تحتم علينا أن نواصل الطريق الذي ساروا عليه، أن نبقى أوفياء لمبادئهم، وأن نحقق حلمهم في بناء سوريا حرة مستقلة، يعيش فيها الجميع بكرامة وعدل.
رحمكم الله يا شهداءنا الأبرار
نسأل الله أن يتقبلكم في جنات النعيم، وأن يربط على قلوب أهلكم وذويكم بالصبر والسلوان، ونعاهدكم بأن تبقى ذكراكم حيّة في قلوبنا، وأن نبقى على عهدكم حتى يتحقق النصر الذي خرجتم لأجله.
“إنّا لله وإنّا إليه راجعون.”