هنا، نوثق تاريخنا، نرعى حاضرنا، ونبني مستقبلنا
إطلاق تجريبي (بعض الأقسام غير مكتملة)

مجزرة المخازن في السلطانية بحي باباعمرو

أقسام المقالة

في يومٍ دامٍ من شهر مارس عام 2012، شهد حي السلطانية، وهو جزء من حي باباعمرو في مدينة حمص، واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها نظام الأسد البائد خلال حملته العسكرية ضد المدنيين. مجزرة المخازن في السلطانية لم تكن مجرد عملية قتل جماعي، بل كانت جريمة ممنهجة استهدفت تصفية أبناء الحي بدمٍ بارد، حيث استشهد ما يقارب 45 شخصًا داخل أحد المخازن، بعد أن تم اقتيادهم من منازلهم وإعدامهم بشكل جماعي​.

السياق العام للمجزرة

في فبراير 2012، شنت قوات الأسد وشبيحته حملة عسكرية مكثفة على حي باباعمرو، مستخدمة المدفعية الثقيلة لأول مرة بشكل منهجي. استمرت الحملة لأسابيع، وأدت إلى انسحاب الجيش الحر وسيطرة قوات النظام على المنطقة. بعد دخول قوات الأسد إلى الأحياء السكنية، بدأت عمليات الانتقام الوحشية ضد السكان المحليين، حيث تم تنفيذ عدة مجازر جماعية، كانت مجزرة المخازن في السلطانية واحدة من أبشعها​.

تفاصيل المجزرة

وفقًا لشهادات الناجين، فقد بدأت المجزرة في 3 مارس 2012، حين قامت قوات الأسد بحملة تفتيش واسعة في حي السلطانية، وأجبرت السكان على الخروج من منازلهم. تم تجميع العشرات من الشباب في ساحة عامة، قبل أن يتم اقتيادهم إلى موقعين رئيسيين: حاجز كفرعايا ومعرض للسيراميك، بينما أُخذ القسم الأكبر إلى أحد المخازن في المنطقة​.

بعد نصف ساعة من اقتيادهم إلى المخزن، دوى صوت إطلاق نار كثيف، استمر لحوالي 15 دقيقة. كان ذلك هو اللحظة التي نفذ فيها عناصر النظام عملية الإعدام الجماعي بحق 42 شابًا داخل المخزن، بينما كانت أصوات الطلقات توحي وكأن اشتباكًا عسكريًا يجري في المنطقة. لاحقًا، وبعد انتهاء المجزرة، وصلت سيارات تابعة لقوات النظام وقامت بنقل الجثث إلى جهة مجهولة​.

الشهادات المروعة

أحد الشهود الناجين، ويدعى “ط. ع”، روى تفاصيل تلك اللحظات الرهيبة قائلاً: “كنت مختبئًا داخل المنزل عندما بدأ الجنود يخرجون الجميع إلى الساحة. بقيت في الداخل، ورأيتهم وهم يقتادون الشباب إلى المخزن. بعد نصف ساعة سمعت إطلاق نار كثيف، وعند المساء، عندما بحث الناس عن مفقوديهم، وجدوا آثار دماء وأحذية متناثرة في المكان. فيما بعد، عثرنا على كيس يحتوي على هويات الشهداء التي تمت مصادرتها منهم قبل الإعدام، وكان عددها 42 هوية”​.

قائمة بأسماء بعض الشهداء

من بين الضحايا الذين تم توثيق أسمائهم في المجزرة:

  1. أدهم جانسيز
  2. أكرم السليمان
  3. أكرم جانسيز
  4. عزو حسين الملحم
  5. بري العكيدي
  6. محمد القبجي
  7. إسماعيل الكردي
  8. بري الشقحبي
  9. ضياء أبو صلاح
  10. خالد أحمد المسطيف
  11. عبادة الضاهر
  12. عبد الكافي البويضاني
  13. إبراهيم إبراهيم
  14. محمد جانسيز
  15. مصطفى السليمان
  16. حسن الكردي
  17. رائد جانسيز
  18. محمد مصمص
  19. عمار طاهر الملحم
  20. نعيم جانسيز
  21. ماهر البقاعي
  22. عبيدة نذير السليم
  23. طارق جانسيز
  24. أكرم طاهر الملحم
  25. وليد الملحم
  26. رضوان البيطار
  27. محمود إبراهيم
  28. عبد السلام الشقحبي
  29. ماهر قاروط
  30. أخو ماهر قاروط
  31. عبد الباسط جانسيز

دلالات الجريمة

تُعتبر مجزرة المخازن في السلطانية مثالًا صارخًا على سياسة العقاب الجماعي التي انتهجها نظامم الأسد البائد ضد المناطق الثائرة. فهي لم تكن مجرد عملية قتل عشوائي، بل كانت تنفيذًا لسياسة تهدف إلى بث الرعب وإخماد روح المقاومة من خلال الإعدامات الجماعية.

بعد أكثر من عقد على المجزرة، لا يزال أهالي الضحايا يبحثون عن العدالة. هذه الجريمة، كسائر المجازر التي ارتكبها النظام السوري، تظل شاهدًا حيًا على حجم الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون العزل. ومع استمرار الجهود الدولية في توثيق هذه الجرائم، تبقى محاسبة مرتكبيها ضرورة أخلاقية وقانونية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.

هنا، حيث امتزجت الدماء بالتراب، وحيث سُطّرت أعظم ملاحم الكرامة، يبقى بابا عمرو رمزًا للثورة، وموطنًا للأحرار. موقعنا هذا توثيقٌ لتضحيات أهلنا، ووفاءٌ لشهدائنا الذين خطّوا بدمائهم درب الحرية.

فكرة، برمجة وتصميم: م.مصعب كاخي - جميع الحقوق محفوظة 2025©

فكرة، برمجة وتصميم: م.مصعب كاخي
جميع الحقوق محفوظة 2025©