يُعدّ حي بابا عمرو في مدينة حمص أحد أبرز رموز الثورة السورية، حيث كان ساحةً لمعارك شرسة وصمود أسطوري في وجه قوات النظام السوري. قدّم الحي تضحيات جسيمة خلال الصراع، حيث سقط منه 6 آلاف شهيد، ليكون شاهداً على حجم المعاناة التي تكبّدها سكانه، ولكنه أيضاً أصبح رمزاً للمقاومة والانتصار بعد سقوط النظام.
تاريخ من النضال والمقاومة
مع اندلاع الاحتجاجات في عام 2011، كان حي بابا عمرو من أوائل الأحياء التي انتفضت ضد النظام، مطالباً بالحرية والكرامة. وبسبب موقعه الاستراتيجي وروح أهله الثورية، تعرض الحي لحصار خانق وقصف مكثف دام أشهرًا، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وخسائر بشرية كبيرة. ورغم ذلك، ظلّ المقاتلون والثوار في بابا عمرو يقاتلون بشجاعة، مما جعل الحي أيقونة للصمود في وجه آلة الحرب القمعية.
الانتصار بعد سنوات من التضحيات
بعد سقوط النظام السوري، استعاد أبناء بابا عمرو حريتهم وكرامتهم التي دافعوا عنها بدمائهم. لم يكن الانتصار سهلاً، فقد دفع الحي ثمناً غالياً من الشهداء والدمار، لكن الإرادة القوية لأبنائه كانت أقوى من كل المحاولات لإخماد ثورته. أعاد الناجون بناء ما دمّرته الحرب، وحملوا راية النصر تخليدًا لذكرى الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل مستقبل مشرق.
بابا عمرو.. رمز خالد في ذاكرة الثورة
اليوم، وبعد سقوط النظام، يبقى بابا عمرو رمزًا خالدًا للحرية، حيث سطّر أبطاله ملحمةً خالدة في وجه الظلم والاستبداد. لا تزال ذكريات الشهداء حيّة في قلوب أهل الحي، الذين أثبتوا أن التضحيات الكبيرة تؤدي في النهاية إلى تحقيق النصر، مهما طال الزمن.
هذا النصر لم يكن مجرد انتصار لحيٍّ صغير في حمص، بل كان انتصارًا لكل السوريين الذين ناضلوا من أجل الكرامة والحرية.