هنا، نوثق تاريخنا، نرعى حاضرنا، ونبني مستقبلنا
إطلاق تجريبي (بعض الأقسام غير مكتملة)

حينما تنطق الأرض بالحرية في حي باباعمرو

أقسام المقالة

حينما تنطق الأرض بالحرية

في قلب مدينة حمص، حيث يعانق التاريخ المجد، يقف حي بابا عمرو شامخًا رغم الجراح، شاهدًا على واحدة من أعظم ملاحم الصمود في تاريخ سوريا الحديث. كان هذا الحي الصغير مساحة، الكبير في معناه ورمزيته، الشرارة التي أضرمت نار الثورة في وجدان السوريين، وهو اليوم يعود إلى مجده بعد انتصار الثورة وهروب الطاغية إلى منفاه البائس.

ليس مجرد حي، بل أسطورة كتبتها الدماء الطاهرة. فمنذ اللحظة الأولى، حين صدحت حناجر أحراره بالحرية، أدرك النظام المجرم أن هذه الأرض لا تخضع، وأن أهلها لا يعرفون إلا الكرامة، فصب عليها أطنانًا من القذائف، وأطلق عليها أشرس حملاته العسكرية، لكنه لم يستطع كسر إرادتها.

ملحمة الصمود في وجه الطغيان

في عام 2011، حينما انتفض السوريون مطالبين بحقهم في الحرية، كان بابا عمرو في طليعة المنتفضين، يقدم نموذجًا نقيًا في التحدي والإصرار. لم يكن مجرد حي ثائر، بل كان قبلة للأحرار، وملاذًا لكل من حمل صوته ضد الاستبداد.

لكن النظام، الذي اعتاد القتل، لم يحتمل رؤية شعلة الحرية تتقد في هذا المكان، فحاصره بشتى أنواع الأسلحة، وحوله إلى ساحة معركة غير متكافئة بين جبروت الطغاة وإرادة الأحرار. وعلى مدار 27 يومًا من القصف الهمجي المتواصل في فبراير 2012، أراد السفاح الأسد أن يمحو بابا عمرو من الوجود، لكنه لم يعلم أن المكان الذي يُروى بدماء الشهداء لا يموت، بل يزداد حياة.

العودة إلى النور.. بابا عمرو بعد الانتصار

اليوم، وبعد أن سقط النظام المستبد، وعادت سوريا لأهلها، يعود بابا عمرو إلى الحياة من جديد. تلك الشوارع التي كانت ساحات للمعارك تتحول إلى ساحات للبناء، وتلك الأنقاض التي شهدت المجازر تُرفع لتُقام مكانها مدارس ومشاريع تنموية تعيد الأمل لأهله.

بابا عمرو ليس مجرد مكان، بل ذاكرة وطن، مدرسة في الصمود، وعنوان للكرامة السورية التي لم تُهزم رغم كل المحن. إنه يروي لنا قصة جيل رفض الذل، وقاوم حتى آخر رمق، واليوم يكتب فصلًا جديدًا من فصول النصر.

بابا عمرو.. عهد جديد بروح الثورة

لن يكون بابا عمرو مجرد صفحة في كتاب الثورة، بل سيكون منارة لكل الأجيال القادمة، يعلمهم أن الحرية تُنتزع ولا تُوهب، وأن الأرض التي تُروى بدماء الشهداء لا تعرف الهزيمة. سيبقى هذا الحي أيقونة العزة السورية، ودليلًا على أن إرادة الشعوب أقوى من أي طاغية.

المجد والخلود لشهداء بابا عمرو.. والحرية لكل سوريا.

هنا، حيث امتزجت الدماء بالتراب، وحيث سُطّرت أعظم ملاحم الكرامة، يبقى بابا عمرو رمزًا للثورة، وموطنًا للأحرار. موقعنا هذا توثيقٌ لتضحيات أهلنا، ووفاءٌ لشهدائنا الذين خطّوا بدمائهم درب الحرية.

فكرة، برمجة وتصميم: م.مصعب كاخي - جميع الحقوق محفوظة 2025©

فكرة، برمجة وتصميم: م.مصعب كاخي
جميع الحقوق محفوظة 2025©